كنت في هرولة حياتي المزدحمة حين توقفت لحظة ..
جذبتني بقوة تلك الألوان التي كان يتوشح بها ..
استدرت ..
أطبقت عيني على عينه ..
تأملته كثيرا ..
كنت انظر إليه وأنا أرسم بيدي تقوس عنقه ..
ضحكت بخفة ..
لماذا هو مقوس بهذه الطريقة الغريبة ؟؟
كل من مر بجانبي كان يتعجب من سلوكي ..
دائما ما أشعر أن نظرات المجتمع تجعلني أجزم أن المريخ لفظني خارجه وأطبقني على هذه الكوكب المهتري ..!!
استمرت نظراتي تطوقه ..
لا أدري ماذا كان إحساسه وهو يراني أراه بهذه الطريقة الغبية ..!!
لكني- غالبا - لا أتحكم بنظاراتي وهي ذاتها تفضحني في مواقف أكثر ما أكون فيها بحاجة للستر ..
استمرت نظراتي له .. واستمر هو يقوس عنقه ..
شعرت للمرة الأولى بأني أحبه حقا ..!!
رغم أني تعرفت عليه في أيام المدرسة واستمر معي حتى تخرجي من الجامعة ..
لكنه اليوم بات بالنسبة لي مفضل أكثر من غيره ..ويا كثر غيره !!
دون أن أعي وضعت يدي على مقدمة رأسه ..
شعرت للمرة الأولى أني أتعامل مع مخلوق مختلف ..
ابتسامتي شقت طريقها في وجهي،، فأظهرت ملامح أسناني التي أكرهها .. لكني لم أبالي
الغريب أنه لم يتحرك ..!!
وكأن الأمر بالنسبة له شيء عادي .. أو ربما شيء متوقع بعد كل تلك النظرات ..
استفزني كثيرا فهمست له " أحبك يا مقوس العنق "!!
عضضت على شفتيّ ومضيت ..
وعدت إلى غرفتي .. لعالمي كله ..
أمسكت ورقة وبدأت أرسم "مقوس العنق"
كنت فاشلة دائما في الرسم عدا هذه المرة فقد كنت احترافية ..!! أو ربما كان مجرد إحساس ..!!
ركزت كثيرا وأنا أرسمه على تقوس عنقه ..!!
عرفت أخيرا لماذا كان ينتقدني المجتمع حين أنظر إلى الأسفل وأنا أمر غارقة في تفكيري ..
عرفت اليوم أني أشبهه ..أو ربما أقتدي به \ لا يهم \
المهم أن يعي مقوس العنق هذا أني أحبه دون أن يضطر إلى سؤالي لماذا ..!!
بدأت أتسأل حقا .. هل يمكنه أن يعيش معي أطول ..
هل يستطيع أن يتحمل امرأة مقلوبة في كل شيء ..
اممممم لا بأس ..
أريد أن أشعر به حولي .. في كل أركان الوجود
ألصقت صورته على الجدار ..
تمنيت أن تكون الصورة ذاتها التي رأيت فيه جماله تلتصق الآن بجداري
تذكر شيئا مهما ..
لن يستطيع مقوس الظهر هذا أن يتهرب مني طالما أنه موجود في شهر ميلادي
رقم 2 يا مقوس العنق أحبك ..